دشنت السلطنة اليوم الاحد المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة للفئة العمرية من (20- 35) التي تنفذها وزارة الصحة والجهات المعنية الاخرى في الفترة من 10-16 سبتمبر الجاري والتي ستشمل جميع محافظات السلطنة ما عدا محافظتي ظفار والوسطى اللتين تم الانتهاء منهما في المرحلة الاولى من التحصين التي نفذت في شهر مايو الماضي. تم تدشين المرحلة الثانية من الحملة رسميا في محافظة مسقط بمركز الخوير الشمالية الصحي تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي – وزير الدولة ومحافظ مسقط - بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة – وعدد من المسؤولين والعاملين الصحيين ونخبة من ممثلي وسائل الاعلام المختلفة . تضمن برنامج التدشين عرض مرئي عن التحصين ، بعد ذلك قام معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي – وزير الدولة ومحافظ مسقط – بمعية معالي وزير الصحة بتدشين الحملة رسميا واطلعا على سير عملية التحصين بمركز الخوير الشمالية الصحي. على صعيد متصل دشنت اليوم (الأحد) كذلك الحملة في باقي المحافظات المستهدفة برعاية اصحاب السعادة المحافظين وبحضور اصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة . وضمن اطار انشط وفعاليات الحملة المختلفة والمتنوعة اقيمت مساء أمس (السبت) بمركز سيتي سنتر الموالح فعالية حضرها جناب السيد محمود بن مشعل ال سعيد ونخبة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي وزوار المركز تم فيها التعريف بالحملة وتطعيم مجموعة واسعة من زوار المركز ممن تشملهم الفئة العمرية المستهدفة . هذا وقد بدأت المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة المصرح لها والمؤسسات الصحية الغير تابعة لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية والأمنية وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس وغيرها باستقبال الفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين في المحافظات الذين يتم تطعيمهم بالمجان . تسهم هذه الحملة الوطنية في القضاء على مرض الحصبة وقطع سريان المرض وتقليل حدته وسد الفجوات المناعية وتعزيز المناعة لدى المجتمع والمحافظة على خلو السلطنة من المرض وستشمل حملة التطعيمات الفئات العمرية من (20 الى 35) سنة بلقاح الثلاثي الفيروسي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) . يعرّف مرض الحصبة بأنه مرض فيروسي حاد شديد العدوى ينتشر بين الاطفال خاصة وقد يصاب به الكبار أيضا، وتنتقل العدوى به من الشخص المصاب إلى آخر سليم عن طريق الرذاذ المتطاير منه والناجم من العطس والسعال او عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب وبملامسة افرازاته كإفرازات الانف والحلق الملوثة بالفيروس، كما أن الشخص المصاب بالمرض يصبح قادراً على نقل المرض قبل أربعة أيام من ظهور الأعراض عليه، وتستمر قابلية نقل العدوى لأربعة أيام أخرى بعد ظهورها. وتتراوح فترة الحضانة لفيروس الحصبة ما بين 10-14 يوماً (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظة دخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض). وتعتبر جميع الفئات العمرية التي لم تتلق لقاح الحصبة أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض وتكون الإصابة أخطر وأعلى بين الأطفال وخصوصا من لديهم سوء تغذية ، والنساء الحوامل ، والعاملين الصحيين ، ومرضى نقص المناعة او ذوي المناعة المنخفضة . تتمثل اعراض هذا المرض في : ارتفاع في درجة الحرارة ، سيلان في الأنف وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين ، في اليوم الثالث ظهور بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات حبات الملح ، وفي اليوم الرابع او الخامس ظهور طفح جلدي احمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع وأخيرا يغطي سائر الجسد . وتتمثل مضاعفات المرض في الإسهال ، والتهابات الأذن ، والالتهاب الرئوي والنوبات والتهاب المخ والجهاز العصبي ، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة للنساء الحوامل ، وتكون الحصبة أكثر خطورة على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة من الأطفال والبالغين. ولا يوجد هناك علاج محدد لهذا المرض الفيروسي لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية والتحصين ولتجنب المضاعفات الناتجة عن العدوى يجب توفير العناية الداعمة كالتغذية السليمة والسوائل ومخفضات الحرارة بالإضافة الى اعطاء فيتامين (أ) للحماية من العمى والتقليل من خطر الوفاة حسب توصيات الطبيب المعالج. التطعيم (التحصين) باللقاح هو الطريقة الأكثر فاعلية للحماية من مرض الحصبة ومضاعفاتها، ويعتبر لقاح الحصبة من أكثر اللقاحات مأمونية وأسهم في خفض عدد الحالات والوفيات عالميا على مدى أكثر من خمسين عاما منذ اكتشافه. كذلك ينبغي تجنب طرق نقل عدوى المرض التي ذكرت أعلاه . وتقوم العديد من الدول التي ينتشر أو ترتفع فيها معدلات المرض، بحملات التحصين كإحدى الاستراتيجيات الصحية الرئيسية والناجعة للحد من انتشار وسراية المرض بالإضافة الى الحد من الوفيات الناجمة عن الإصابة به . ولقاح مرض الحصبة لقاح آمن وهو عبارة عن لقاح ثلاثي فيروسي مدمج في لقاح ُواحد يسمَّى (MMR)ذو فعالية عالية للوقاية من ثلاثة أمراض هي الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ويستخدم في السلطنة لأكثر من عقدين من الزمان وهو نفس التحصين المستخدم حاليا في جدول التحصين الروتيني للأطفال والعاملين الصحيين حيث يعطى للأطفال بواقع جرعتين : الجرعة الأولى عند عمر الشهر الثاني عشر ، والجرعة الثانية عند عمر الشهر الثامن عشر . وفي حملات التحصين بواقع جرعة واحدة لكل شخص بالغ عن طريق حقنة واحدة تعطى في الذراع تحت الجلد. كما أن هذا اللقاح من بين الطعوم المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية إذ تعتبره من أفضل الطعوم من حيث المأمونية والفعالية وساهم في منع انتشار الحصبة وخفض الوفيات الناجمة عنها بنسبة 79% في عام 2015 مقارنة بعام 2000م. وخلال فترة الحملة الوطنية سيتم توفير اللقاح مجاناً للمواطنين والمقيمين على حد السواء في المؤسسات الصحية في المحافظات في الفترتين الصباحية والمسائية من 7:30 صباحاً حتى الساعة 9 مساءً. كذلك ستكون هنالك مراكز للتطعيم المعلن عنها حسب كل محافظة. أما الطلبة المبتعثون للعمل أو الدراسة من الفئة العمرية من 20-35 سنة، فيمكنهم أخذ اللقاح قبل سفرهم أو حين عودتهم إلى السلطنة من المراكز الصحية التابعون لها. ويمكن لمرضى الفشل الكلوي الذين يتوجب عليهم الغسيل المستمر أخذ اللقاح حيث لا توجد هناك اي موانع طبية من اخذه. أما الأشخاص الذي يعانون من مشاكل مرتبطة بالصفائح الدموية سواء المؤقتة منها أو المزمنة فيتوجب عليهم مراجعة الطبيب المختص المتابع لحالتهم الطبية للتأكد من إمكانية اخذ اللقاح وتحديد الوقت المناسب لأخذه حسبما تستدعيه حالتهم المرضية. وتنصح الفئة العمرية المستهدفة بالتحصين بالتبرع بالدم قبل الحصول على اللقاح أو تـأجيل التبرع بالدم لمدة (30) يوما بعد التطعيم (4) أسابيع من تاريخ اخذ لقاح الحصبة قبل التبرع بالدم). ويمنع اعطاء اللقاح كلا من : الحوامل ، والأشخاص المصابون بنقص المناعة ومرضى نقص المناعة سواء الوراثية منها او المكتسبة إلا إذا رأى الطبيب المختص المتابع لحالتهم في المؤسسات الصحية إمكانية اخذ اللقاح حسب المؤشرات الطبية التي تقيّم كل حالة على حدة ، والأشخاص المصابون باللوكيميا (سرطان الدم) أو الأنواع الأخرى من السرطانات ، والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة ، والأشخاص ذوي الحساسية المفرطة للنيومايسين والجيلاتين. ولا يجب على النساء الحوامل أن يأخذن لقاح الحصبة وعلى المرأة الحامل من الفئة العمرية المستهدفة الانتظار الى ما بعد الولادة. أما المرضعات من النساء فيعتبر اللقاح آمنا في فترة الرضاعة . وعلى النساء المستهدفات بالتطعيم من الفئة العمرية المذكورة تجنب الحمل فترة (4) أسابيع على الأقل بعد أخذ لقاح الحصبة. وفي حالة عدم التأكد بوجود حمل، ينصح القيام بفحص الحمل قبل أخذ اللقاح . ولا صحة لما يتداول بأن لقاح الثلاثي ( MMR) يسبب مشاكل العقم أو مشاكل في عملية الإنجاب حيث لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه الإشاعات المغلوطة، بل على العكس تماما فإن التطعيم بالإضافة إلى الحماية من مرض الحصبة فإنه يحمي أيضا من مرض النكاف الذي قد يتسبب في مضاعفات عدة من بينها العقم وتصنف السلطنة من بين الدول التي هي في مرحلة القضاء على مرض الحصبة، حيث طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة والتي تم من خلالها الوصول الى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام السابقة والذي وصل قرابة الصفر للحالات المحلية لكل مليون حالة حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة. إلا أن مؤشرات نظام التقصي والترصد الوبائي بوزارة الصحة سجلت عدة فاشيات لمرض الحصبة في مختلف محافظات السلطنة خلال الأعوام الثلاث السابقة حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة في السلطنة (114) حالة إيجابية في عام 2016، وقد استمر ظهور حالات المرض في بعض محافظات السلطنة حيث بلغ اجمالي عدد الحالات المسجلة (89) حالة من بداية عام 2017 حتى نهاية اغسطس الماضي. ونظرا لتسجيل هذه الفاشيات للمرض، قامت وزارة الصحة بعمل دراسة مصلية لمرض الحصبة بهدف معرفة مدى حصانة المجتمع من مرض الحصبة وتحديد الفجوات المناعية في مختلف الفئات العمرية والتي شملت أخذ عينات من جميع محافظات السلطنة، وقد أشارت النتائج الى وجود فجوة في المناعة لمرض الحصبة للفئات العمرية من (20-35) سنة، أي من مواليد 1982 وحتى 1997. وقد ساهم وجود هذه الفجوة المناعية في بعض الفئات العمرية التي أوضحتها الدراسة المصلية في ظهور هذه الحالات في الفئات العمرية من (20-35) سنة . وقد قامت الوزارة باستضافة خبراء ومختصين بمرض الحصبة من منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة ومكافحة الامراض بالولايات المتحدة الامريكية وتم عرض نتائج هذه الدراسة المصلية والوضع الوبائي لمرض الحصبة بالسلطنة، وجاءت التوصية متوافقة بوجوب تحصين الفئات العمرية من (20-35) سنة . وقد يعزى زيادة الحالات خلال الأعوام السابقة لأسباب عدة منها الزيادة المضطردة لأعداد الوافدين من الدول المجاورة وارتفاع حركة العبور بين الدول التي تشهد فاشيات لعدة أمراض منها مرض الحصبة. كما أن هذا التفشي يأتي تزامنا مع الوضع الراهن العالمي للمرض حيث سجلت فاشيات في عدة دول في العالم في آسيا وأروبا وأفريقيا. الجدير بالذكر بأن وزارة الصحة قد نفذت عدة اجتماعات لمناقشة الاستعدادات والتجهيزات للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة للفئة العمرية من (20-35) في مرحلتها الثانية من 10-16 سبتمبر 2017 بمشاركة المسئولين من المدراء و مدراء العموم بديوان عام الوزارة والمديريات العامة للخدمات الصحية بالمحافظات والمستشفيات المرجعية وممثلين عن المؤسسات الصحية الحكومية الأخرى المدنية والعسكرية من جميع محافظات السلطنة . تم خلال الاجتماعات مناقشة ما تم إنجازه خلال المرحلة الأولى من الحملة الوطنية التي شملت محافظتي ظفار والوسطى والإنجازات التي تحققت والصعوبات التي واجهت الحملة والدروس المستفادة منها للمرحلة الثانية التي تشمل بقية محافظات السلطنة والوضع العالمي والمحلي لمرض الحصبة والإجراءات المتبعة للوصول الى الهدف المنشود للقضاء على الحصبة. كما تم استعراض طرق تنفيذ الخطة التفصيلية للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة الخاصة للمرحلة الثانية بالمحافظات وخطة استلام وصرف اللقاح واللوجستيات اثناء الحملة والاستعدادات والتجهيزات الشاملة و كيفية التعامل مع المعوقات و الصعوبات لتنفيذ الحملة على نطاق المؤسسات الصحية الحكومية والقطاع الخاص المصرح لها والمؤسسات الصحية الغير تابعه لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية والديوان وغيرها . كذلك عقدت عدة حلقات عمل على المستوى المركزي وفي المحافظات تم فيها تدريب الكوادر الصحية من القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الصحية العسكرية على آلية التخطيط والاستعداد لتنفيذ الحملة. و لقد أثبتت الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة في مرحلتها الأولى متانة النظام الصحي في السلطنة ، وجدية العاملين الصحيين والمواطنين والمقيمين الذين حرصوا على الاستفادة من هذه الحملة ودعمها وإنجازها . هذا وحرصا على سلامة المجتمع وحمايته فإن وزارة الصحة تناشد المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و35 سنة (مواليد 1982 وحتى 1997) بضرورة التجاوب مع المرحلة الثانية للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة والتوجه الى المؤسسات الصحية ومراكز التطعيم المصرح لها حسب التواريخ المحددة لكل محافظة وذلك لتلقي التحصين المذكور مجانا من أجل حمايتهم من الإصابة بالمرض وقطع سرايته، لمجتمع خال من الحصبة . كما تهيب الوزارة بالجميع أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة من وزارة الصحة أو مركز الاتصال بالوزارة ، وعدم الالتفات للشائعات . مع التمنيات للجميع بالصحة والعافية .